ضمن عمليات التغيير الديموغرافي في سوريا، والتي تدعمها دول وفصائل مسلحة، استوطنت أكثر من 100 عائلة من التركستان والأوزبك في 3 قرى علوية بريف جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا.
مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أكد اليوم عبر منصّة المرصد الإلكترونية، أنّ ما يجري في مناطق نفوذ الفصائل الموالية لتركيا هو عملية تغيير ديموغرافي، فالمدارس تُعلّم اللغة التركية، والأعلام التركية تُرفع في جميع الأماكن، ويتم التداول بالعملة التركية والكهرباء التركية، وذلك بهدف محاولة ضم هذه المناطق إلى تركيا كما جرى في لواء إسكندرون.
ومنذ قدومهم أواخر العام 2013 من الأراضي التركية، واستقرارهم في المناطق الحدودية مع تركيا في أرياف اللاذقية وإدلب ومناطق ضمن محافظة حلب، لا زالت عائلات التركستان مستوطنة في مناطق عدة من محافظة إدلب.
والتركستان، هم مقاتلون من المسلمين الإيغور، جهاديون قدموا من موطنهم في الصين، وأعلنوا عن تشكيل الحزب الإسلامي التركستاني في سورية بقيادة (عبد الحق التركستاني) في أواخر عام 2014.
وبدعم من جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) وزعيمها الجولاني، الذي منحهم قرى كاملة كان يسكنها أبناء الطائفة العلوية، لمع اسم الحزب الإسلامي التركستاني بعد معركة جسر الشغور.
وتعد قرى “الزنبقي والحسينية “شندريش” والطيبة ” كترين” في ريف إدلب الغربي، من أهم تلك القرى التي لا تزال مستعمرات للمقاتلين الآسيويين والتركستان خصوصا، وتتبع هذه القرى إداريًا لمدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.
وتعد قرية الطيبة “كترين” الأكثر تواجدًا للعائلات المستوطنة من التركستان وأوروبا الشرقية، حيث تسكن القرية أكثر من 50 عائلة جلهم من الإيغور المسلمين، بما يعادل 200 نسمة، من بين هؤلاء نحو 70 طفلًا، معظمهم ولد في سورية أي منذ ما يقارب الـ6 سنوات، وينشؤون دون تلقي التعليم في المدارس، ويفضلون الذهاب إلى معهد شرعي لتحفيظ “القرآن”، بينما ينخرط الفتيان ضمن الفصائل و”الحزب الإسلامي التركستاني”.
ويقدر عدد سكان قرية كترين من أبناء الطائفة العلوية قبل نزوحهم نحو 350 نسمة، وتشتهر القرية بزراعة الزيتون والحمضيات.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن معظم العائلات نزحت إلى محافظات اللاذقية وحلب وحمص ودمشق، للالتحاق بوظائفهم العسكرية والمدنية، وذلك بعد تشكيل الفصائل المسلحة واقترابهم من القرية.
أما في قرية الزنبقي قرب مدينة دركوش الحدودية مع لواء إسكندرون، فقد نزح منها أهلها مع خروج قوات النظام السوري من مدينة دركوش في أكتوبر أواخر العام 2012، حيث كان يقدر عددهم نحو 250 نسمة، واستوطن بديلًا عنهم مقاتلون من التركستان والأوزبك الذين يقدر عددهم بنحو 30 عائلة.
وينتمي معظم أهالي الزنبقي إلى الطائفة العلوية، وتشتهر القرية بأشجار الرمان والحمضيات، والتي أصبحت عائداتها الزراعية تذهب لصالح هيئة تحرير الشام والمقاتلين الأجانب.
ويتخذ عناصر الأوزبك والتركستان من قرية الحسينية “شندريش” قرب قرية الشغور، مقرات لهم، لقربها من معسكراتهم في الساحل وسهل الغاب.
كما يسكنها حاليًا نحو 25 عائلة نحو 100 نسمة، بينما كان عدد سكانها قبل نزوحهم أكثر من 200 نسمة من أبناء الطائفة العلوية.
وتحدث الشاب (د.م) من مدينة دركوش في ريف إدلب الغربي لـ”المرصد السوري” قائلاً: إن القرى باتت اليوم مختلفة تمامًا، فمن يدخلها يعتقدها قرى صينية وليست سورية، فهم يستولون عليها وكأنها موطنهم الأصلي، و يمارسون الأعمال التجارية والزراعة وتربية المواشي.