تحولت التسجيلات المصورة، التي نشرها من تصفه السلطات التركية بـ”زعيم المافيا”، سادات بكر، تباعا خلال الأسبوعين الماضيين، إلى قضية رأي عام تشغل الشارع التركي، بشقيه الموالي للحزب الحاكم والمعارض المحسوب على “حزب الشعب الجمهوري” وبقية الأحزاب المناوئة للرئيس التركي، رجب طيب إردوغان.
أكد سدات بكر وهو من أحد زعماء المافيا التركية أن الأسلحة التي استخدمت في الصراعات التركية الداخلية كانت قد اعطتها الحكومة التركية لتنظيم داعش الإرهابي مقابل النفط.
وفي آخر تطورات القضية، نشر بكر، ليل الأربعاء، تسجيلا مصورا عبر “تويتر” ، انه استقال بسبب تضارب المصالح الداخلية بين العصابات و عن الأسلحة التي ستذهب إلى سوريا، وقال إنه سيتحدث عن هذا الموضوع لاحقاً.
ومن جانبه قال الدكتور في كلية الاقتصاد بجامعة حلب أحمد يوسف لاحدى الوكالات الاعلامية “كان تنظيم داعش الإرهابي يبيع صادرات النفط عبر العراق إلى تركيا. كما كان يبيع قسماً منها للأردن وقسم يباع لسوريا. كان يقوم بذلك من خلال العصابات الإرهابية في إدلب وحماه. ومن ناحية أخرى، كان يتاجر مع النظام السوري ومرتزقة الجيش السوري الحر (OSO). كما كان يبيع واردات النفط لإيران بسعر أرخص مما هو عليه في العراق”.
وتابع: رغم ذلك كان يجلب معظم إمداداته من تركيا، لذلك كانت التجارة واسعة بينه وبين تركيا. وكان رازق مادك مكسيموف، أحد قادة داعش الذين كانوا يتاجرون بالنفط وكان هذا الشخص من أذربيجان، واعترف ببيع النفط لتركيا والنظام السوري. وقد تم الاتفاق على مد خط أنابيب بطول 4800 متر إلى تركيا، لإمدادها بالنفط. لهذا قدمت تركيا الدعم اللوجستي لداعش وسمحت لمرتزقة داعش الإرهابيين بالسفر من وإلى تركيا.
ولفت إلى أن “الأسلحة التي خرجت من شاحنات الاستخبارات التركية (MÎT) تؤكد على ذلك. كانت تركيا أقوى داعم لداعش، سواء من حيث الخدمات اللوجستية أو التجارة. وقد تم إثبات هذا الموقف من خلال بعض الوثائق ومقاطع الفيديو وقد ازدهرت هذه التجارة وهذا التعاون بين تركيا وتنظيم داعش الإرهابي أثناء مقاومة كوباني”.
وينشط سدات بكر عبر موقع التواصل “تويتر” بحسابه الشخصي، بالإضافة إلى قناته في موقع “يوتيوب”، والتي نشر فيها منذ أسبوعين وحتى الآن خمس تسجيلات مصورة، تجاوز الواحد منها ساعة تقريبا.
في الفيديو الخامس الذي نشره يوم 16 من مايو الحالي، قال بكر لوزير الداخلية صويلو: “سوف أؤذيك مرة واحدة في الأسبوع”.
أما في الفيديو الرابع الذي تم نشره في 13 من مايو، ادعى بكر أن وزير الداخلية سليمان صويلو قال عنه “أنا أحبه” وقدم له حماية من الشرطة في السنوات التي سبقت هروبه من الأراضي التركية.
وحظي سدات بكر في أثناء وجوده داخل الأراضي التركية وعقب هروبه منها بـ”شعبية”، حتى أنه لقب لفترات طويلة بـ”الريس سادات بكر”.
واسم سدات بكر معروف على نطاق واسع في تركيا، منذ تسعينيات القرن الماضي، من كونه أكبر زعماء المافيا البارزين.
وهو من مواليد ولاية سكاريا عام 1971، ودخل إلى السجن وخرج منه لعدة مرات (1971، 2005، 2007، 2017) في السنوات الماضية.
وكانت محكمة تركية قد برأته مؤخرا من تهمة تهديد مجموعة أكاديمية بالقتل، بسبب دعوتهم للتفاوض وإيجاد حل سلمي لملف الأزمة الكردية.
وكالات