مركز الاخبار
في اطار الحرب على شمال شرق سوريا، انخفضت مياه نهر الفرات إلى مستويات قياسية، واتهَمت الادارة الذاتية في شمال شرق سوريا سلطات الإحتلال التركي بقطع المياه، ما ينذر بكارثة انسانية سواء على مستوى تأمين مياه الشرب للأهالي و إيقاف مشاريع زراعيةو توليد الطاقة الكهربائية.
نهر الفرات كما لم نراه من قبل، انحسر سريره اثر تراجع الوارد المائي القادم من تركيا الى الداخل السوري إلى أقل من ربع الكمية المنصوص عليها في الاتفاقية الموقعة بين دمشق وأنقرة عام 1987، ما ينذر بكارثة انسانية سواءا بتأمين مياه الشرب للأهالي، أو إيقاف مشاريع توليد الطاقة الكهربائية ومشاريع الزراعية.
حرب المياه اجراء ليس بجديد من قبل سلطات الاحتلال التركي وتأتي كجزء اساسي من الحرب على سوريا عامة وعلى أهالي مناطق الشمال الشرقي من سوريا بشكل الخاص ما يترك تأثيرا سلبيا مباشرا على الواقع المائي وجفاف الكثير من الآبار السطحية وانخفاض منسوب المياه الجوفية في المنطقة، وبالتالي تقليص المساحات الزراعية المروية التي تشكل العصب الاقتصادي في شمال شرقي البلاد.
وحذرت الادارة السدود في حكومة الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من تبعات كارثية على السكان خاصة وان خفض التدفق المائي تزامن مع موسم الري الذي تصل فيه كميات المياه المستهلكة لتلبية احتياجاته إلى الذروة، مما ساهم أيضاً بانخفاض آخر في مناسيب بحيرات السدود الثلاثة، حيث بلغ منسوب بحيرة تشرين 320.70 م.م بتاريخ 27/2/2021 ومنسوب بحيرة الفرات 301.70 م.م بنفس التاريخ, وهي مناسيب تقترب من الحد الأدنى إذا ما قورنت بنظيراتها في نفس الفترة من الأعوام السابقة، وان سد تشرين اصبح على عتبة المنسوب الميت ، وهو 320.01 م.م، وهذا المنسوب هو الذي لا يمكن عنده تشغيل السد للحصول على الطاقة الكهربائية اللازمة ولو بالحد الأدنى.
ويخشى المزارعون في شمال وشرق سوريا الذين يعتمدون على الفرات، أن تتوقف الزراعة بسبب انخفاض منسوب النهر، وسبب انخفاض المنسوب هو دولة المنبع تركيا، مما يقلل من تدفق النهر عبر سد الفرات.
لا تتوقف تركيا عن الانتهاكات للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، والاعتداء على الدولة السورية، تمثل اخرها بحبس مياه نهر الفرات لتهديد الامن المائي السوري.
انخفاض أصوات البنادق وطبول الحرب في المنطقة يقابله حروب إقتصادية والصراع على المياه في حوضي الفرات ودجلة حيث حولت تركيا المياه إلى سلاح في يدها في وجه الشعب السوري مع استمرار الإشتباك السياسي والعسكري.
herdem-news