الرئيسية / أخر الاخبار / قلق شعبي من الوجود الروسي والحكومي في شمال وشرق سوريا

قلق شعبي من الوجود الروسي والحكومي في شمال وشرق سوريا

بات الوجود الروسي والحكومي في شمال وشرق سوريا مصدر قلق واستياء للأهالي، ويتفق سياسيو المنطقة على أن روسيا لن تخدم سوى مصالحها حتى لو كان ذلك على حساب الشعب السوري.

منذ الـ 23 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام المنصرم، وهجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته تستهدف القرى والبلدات الآهلة بالسكان في ناحية عين عيسى على مرأى ومسمعٍ العالم أجمع، وعلى مشارف تمركز قواعد الجيش الروسي وجيش الحكومة السورية، على الرغم من اتفاقات وقف إطلاق النار المنعقدة في 17 والـ 22 من تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2019 بين أمريكا وتركيا وروسيا وتركيا كلٌّ على حدة.

ومع استمرار تركيا في هجماتها ومواصلة روسيا والحكومة السورية لصمتهما، بات الأهالي يتساءلون عن جدوى الوجود الروسي والحكومي في شمال وشرق سوريا.

وتتوالى الردود المناهضة من الأهالي حيال احتلال تركيا للأراضي السورية، والشعب يرفض ذلك، ويرفض تسيير الدوريات المشتركة الروسية التركية.

الدكتور والمهتم بالشأن السياسي بختيار مدرس الحسين يقول “الضامن الروسي لن يضمن سوى المصالح الروسية بالدرجة الأولى، وهو لم يقدّم ولن يقدّم أي شيء للقضية الكردية أو لقضية أي شعب مضطهد آخر”.

ويضيف في معرض حديثه عن التدخل الدولي في الشأن السوري “في سوريا وخلال السنوات العشر المنصرمة، صعد إلى الواجهة جميع ألوان الاضطهاد بحق الشعب السوري، وجميع الدول اللاعبة في سوريا الآن شريكة في اضطهاد الشعب السوري، بدءًا من الائتلاف السوري، وصولًا إلى كافة القوى الدولية والحكومة السورية”.

وفيما يخص الدور الروسي، يقول الحسين” روسيا في تاريخها القديم والمعاصر لم تلعب دورًا إيجابيًّا فيما يخص القضية الكردية، بل على العكس، كان دورًا سلبيًّا، والآن لا نستغرب ما تقوم به من تلاعبات سياسية في المنطقة على حساب الشعوب، النظام الروسي بما بُني عليه من ديكتاتورية لن يتمكن من أن يفرز ملائكة”.

النظام السوري أفشل من أن يدير أزمات مناطقه فما بالك بالمناطق الأخرى

يقول بختيار مدرس الحسين عن مساعي الحكومة السورية السيطرة على مناطق جديدة إن “النظام السوري غارق حتى عنقه في الأزمات والمشاكل، لأنه لا يستطيع الرد على الضربات التي تستهدف دمشق معقل سلطته فكيف سيدير هذه المناطق، ثم ما هي القوة التي سيدير بها هذه المناطق بعد هذا الكم من الانهيار الذي رأيناه في الاقتصاد السوري والتدهور الحاصل في الليرة السورية”.

وأضاف “روسيا فيما مضى وإلى الآن تريد حكومة جائعة تحت سيطرتها، حكومة تهرول وراء القرار الروسي، ولا تريد حكومة قائمة بذاتها، لتمرير مصالحها وتحقيق أهدافها من خلال تلك الحكومة الهزلية، لذلك هي الآن تسعى جاهدة إلى دعم النظام السوري، وهي لا تهتم بتدهور الاقتصادي السوري أو سوء معيشة المواطن السوري، جلّ ما يهمها هو حكومة ميتة تابعة لها في دمشق”.

ويرى مراقبون للشأن السوري أن تعنت الحكومة السورية ورفضها إجراء التغييرات أدى إلى وصول الأزمة في سوريا إلى ما هي عليه الآن، إذ لا تزال حكومة دمشق تتمسك بذهنية الحكم السابقة، وكأن ما مرت به سوريا منذ آذار/ مارس عام 2011 لم يحدث.

وتتجاهل الحكومة السورية المشروع القائم في مناطق شمال وشرق سوريا، إذ تسعى إلى النيل من الإدارة الذاتية وتفتعل استفزازات في مدن الحسكة وقامشلو، فضلًا عن دعم خلايا تخريبية، في مسعى لضرب الإدارة من الداخل.

روسيا تتشارك مع تركيا الداعمة والراعية للمرتزقة الارهابيين

لا ينبئ ما يجري على الأرض في ناحية عين عيسى وعلى مقربة من تمركز الجيشين الروسي والسوري بأي اتفاق وقف لإطلاق النار، بينما الذي من المفترض أن يكون ضامنًا لوقف إطلاق النار يكتفي بالمشاهدة، وسط تملّص واضح ومعلن من تفاهم سوتشي.

نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إقليم الفرات، نهاد أحمد، أكد لوكالتنا أن “الروس يحاولون في هذه الفترة تضييق الخناق على الإدارة الذاتية لفرض الانسحاب من عين عيسى وتسليمها للنظام السوري”.

وأضاف نهاد أحمد “روسيا تريد أن تصطاد أكثر من عصفور بحجر واحد، فمن جانب تحاول الضغط على الإدارة الذاتية وقسد، ومن جانب آخر تريد التخلص من الأطراف الداعمة للنظام السوري، لتكون الطرف الأول في السلطة السورية”.

وأوضح أحمد أن “النظام السوري لايزال يتمسك بالذهنية المتحجرة نفسها، منذ عام 2011 وإلى يومنا هذا، بل لا يزال يختبئ خلف بعبع المعارضة السورية، ويقول لشعبه إما البقاء تحت حكم البعث أو العدول عنه إلى المعارضة المتطرفة الإرهابية، بينما روسيا ترى في نفسها المخلّص لهذا النظام، باعتباره الوحيد القادر على تلبية مطامعها بسبب الشلل الضارب في أوصال هذا النظام، سواء الاقتصادية أو العسكرية أو من جانب الدعم الشعبي”.

وفي نهاية حديثه قال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إقليم الفرات نهاد أحمد أن “الأهالي الآن غير مقتنعين بالوجود الروسي، وعلى الطرف الروسي إبداء رأيه حيال ذلك، لقد كنا شركاء في تطبيق بنود تفاهم سوتشي، ومنعنا الناس من اعتراض الدوريات المشتركة الروسية التركية، لكن الآن الناس لم تعد مقتنعة بالوجود الروسي، وهم في الأساس غير راضين عن مرور الجيش التركي الذي يقتل أبناءهم بشكل شبه يومي هنا وهناك”.

المصدر: ANHA

شاهد أيضاً

المرصد السوري: زواج الفتيات في دير الزور من عناصر الميليشيات الإيرانية في تزايد مستمر وخطير

تشهد مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية في دير الزور وريفها زيادة ملحوظة في ظاهرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.