جرابلس (سوريا) – تُثير الزيارات التي يقوم بها داود غُل والي غازي عنتاب التركية، بين حينٍ وآخر للأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة القوات الإحتلال التركية والفصائل السورية التابعة لها، مشاعر الاستياء بين السوريين سواء الموالين منهم للنظام أم المحسوبين على “المعارضة السورية” خارج بلدها، إذ يتجول الوالي المذكور بين المدن التركية مُفتتحاً العديد من المشاريع الخدمية التي تصب في إطار عمليات الاحتلال والتتريك.
واليوم الجمعة، قالت ولاية غازي عنتاب الحدودية مع سوريا، في بيان لها الجمعة نقلته “وكالة أنباء الأناضول”، إنّ غُل زار “مدينة جرابلس السورية – الواقعة بريف محافظة حلب، حيث تفقد ما يُسمّى مركز تنسيق المساعدات الإنسانية، في جرابلس.
ووفقاً للبيان، فإنّ والي غازي عنتاب اطلع على سير أعمال المركز، ومن ثم تجول في مدينة جرابلس وحيّا الأهالي وتحدث إلى التجار، والأطفال، كما يفعل أي محافظ سوري تماماً.
كما تفقد غُل مرافق خدمية قيد الانشاء، والتقى أعضاء المجلس المحلي لمدينة جرابلس.
وعقب ذلك توجه الوالي غُل إلى بلدة الغندورة، وشارك في مراسم افتتاح المجلس المحلي للبلدة، حيث التقى أعضاء المجلس وعددا من أهالي المنطقة.
وجرابلس من المدن السورية التي وقعت تحت سيطرة أنقرة وفصائلها منذ أغسطس 2016.
وتذكر تصرفات داود غُل، بما سبق وأن أعلنت عنه الحكومة التركية قبل سنوات من تعيين فيصل يلماظ “واليا للسوريين”، وذلك بهدف متابعة أوضاع السوريين في تركيا والمناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام، حسبما قيل حينها.
وقد أثارت التسمية التي أعطيت للوالي الجديد حفيظة بعض السوريين المعارضين الذين رأوا أنها “غير موفقة” حيث وضع يلماظ على مكتبه في مدينة غازي عنتاب، عبارة “والي السوريين”، حيث يعتمد التقسيم الإداري في تركيا نظام “الولايات” التي يكون على رأسها حاكم.
أما غازي عنتاب نفسها، فيتحدث البعض عنها مازحين باسم “سوريا المُصغّرة”، بعد أن نمت كثيرا المحلات التي تبيع المنتجات السورية فيها، وبعد أن باتت اللغة العربية متداولة بشكل واسع في شوارع هذه المدينة التركية الواقعة في جنوب تركيا.
ويبلغ عدد سكان غازي عنتاب نحو مليوني نسمة ذات أغلبية الكردية، وهي تستقبل نحو نصف مليون سوري من أصل السوريين بزعم من حكومة الاحتلال التركي. وتقع المدينة على مقربة من الحدود بين البلدين واستقبلت خلال سنوات الحرب السورية الطويلة أفواجا كبيرة من السوريين.
إلا أن هذا التعايش بات يشوبه التوتر ومشاعر العداء رغم الخطاب الوهمي المطمئن من قبل السلطات التركية، التي دأبت على استغلال ذلك لأهداف سياسية.
وبالعودة إلى جرابلس، فإنّ مؤسسة البريد والبرق التركية (PTT) تقدم فيها خدماتها للموظفين الأتراك والمواطنين السوريين معًا في المنطقة.
وتلبي المؤسسة التي افتتحت أول فروعها بجرابلس في نوفمبر 2017، جميع احتياجات السوريين في مجال الصيرفة والخدمات اللوجستية والشحن.
ويقدم فرع المؤسسة في جرابلس، رواتب المدرسين والموظفين العاملين في وقف “المعارف” التركي بالمنطقة، والجنود الأتراك، فضلا عن رواتب الشرطة المحلية بالليرة التركية.
ويستخدم سكان المنطقة واللاجئون السوريون في تركيا، مؤسسة البريد الحكومية التركية، في تلبية احتياجاتهم من تحويل الأموال والشحن.
كذلك فقد وزّعت تركيا كتبها المدرسية على نحو 400 ألف تلميذ سوري داخل المناطق التي سيطرت عليها في إطار عمليتيهما الإحتلالية والتي سميت بـ “درع الفرات” و”غصن الزيتون” شمالي سوريا، في كلّ من مُدن “عفرين” و”جرابلس″ و”الباب” و”أعزاز″ و”الراعي” و”أخترين” و”مارع″، وبدأت مؤخراً بوادر إنشاء جامعات تركية للسوريين نحو تعميق أكثر لعمليات التتريك.
وفي عملية “درع الفرات”، في الفترة بين أغسطس 2016 ومارس 2017، تمكّنت تركيا ومرتزقتها المسلحة من دخول مناطق واسعة من ريف محافظة حلب الشمالي، أما في عملية “غصن الزيتون” يناير 2018 فقد احتلت منطقة عفرين وما حولها.
ورغم سعي دولة الاحتلال التركي لإقامة فروع لمؤسساتها المدنية في بعض مناطق شمال سوريا التي تقع تحت سيطرتها وسيطرة مرتزقتها السورية، إلا أنّ أنقرة تزعم بين حين وآخر نيتها بالانسحاب في وقت مناسب لأن ليس لديها أي أطماع على حدّ تعبير مسؤولي حزب العدالة والتنمية.