تحوّلت تركيا خلال السنوات الأخيرة لسوق تصريف للذهب والآثار السورية التي تمّ العثور عليها عبر مئات ورش التنقيب ضمن مناطق سيطرة الفصائل الإسلامية ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني وتنظيم داعش والفصائل الجهادية الأخرى.
كشف المرصد السوري، بإن ضباط أتراك يتواجدون ضمن محافظة إدلب يعملون في تجارة الآثار السورية وتنقلها الى داخل تركيا لصالح جهات مجهولة.
ويدفع الضباط الأتراك أسعاراً جيدة في المقتنيات الأثرية، تتناسب مع طموح الباحثين والمنقبين عنها.
وتشهد محافظة إدلب انتشاراً كبيراً لتجارة الآثار إضافة إلى أعمال التنقيب عنها، وتزايدت مع تسهيلات الضباط الأتراك في تصريف تلك اللقى الأثرية.
وتعمل هيئة تحرير الشام منذ زمن بعيد، في التنقيب عن الآثار في الأراضي العامة أو ذات الملكية الخاصة بعد إجبار أصحابها على الموافقة، وتبيع الآثار عن طريق التهريب إلى تركيا.
ولا تزال منطقة عفرين شمالي حلب تشهد استمراراً لأعمال التنقيب عن الآثار وتخريب الممتلكات دون رقيب أو حسيب.
وتسببت الحرب التي تفجرت في سوريا عام 2011 في إلحاق ضرر جسيم بكثير من الآثار التاريخية بينها دمار واسع بمواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
ولا تزال الفصائل الموالية للحكومة التركية مستمرة بممارسة شتى أنواع الانتهاكات ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتها سواء في مناطق “رأس العين وتل أبيض” أو “عفرين”، حيث تقوم تلك الفصائل بعمليات بحث وحفر جديد عن آثار ضمن أحياء المحطة والعبرة والكنائس في مدينة رأس العين (سري كانييه) بريف الحسكة، وهي أحياء قديمة، فيما تتذرع تلك الفصائل بالبحث عن أنفاق محفورة من قبل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” قبل خروجها من المنطقة.
وكان المرصد السوري أكد مؤخراً أن الفصائل المدعومة من أنقرة تواصل عمليات البحث والتنقيب عن الآثار، في مناطق مختلفة من قرى وبلدات منطقة عفرين شمالي غربي حلب، وفي إطار ذلك، كشفت مصادر بأن الفصائل الموالية لتركيا عمدت إلى نبش “تل البير” الواقع جنوبي قرية افرازة التابعة لناحية المعبطلي في ريف عفرين.
ووفقا لمصادر المرصد السوري، فقد تعرض “تل البير” لعمليات حفر بشكل مستمر، بحثاً عن لقى وقطع أثرية على مدار الأشهر السابقة منذ أن تمكنت القوات التركية برفقة الفصائل المسلحة الموالية لها من السيطرة على مدينة عفرين في مارس 2018، حيث تعرّض التل لعمليات تخريبية بسبب استخدام الفصائل آليات ثقيلة أثناء بحثها على الآثار في المنطقة.
وتواصل الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا انتهاكاتها التي تهدف لتعزيز خطوات التغيير الديموغرافي ومحو تاريخ وحضارة المناطق التي تحتلها في سوريا، وذلك عبر عمليات التنقيب العشوائية عن الآثار وسرقتها، وخصوصاً في ريف مدينة عفرين شمال غرب حلب، حيث بدأ مسلحون من فصيل السلطان سليمان شاه “العمشات” بعمليات حفر بهدف التنقيب عن الآثار في تل أرندة الأثري الواقع في ناحية الشيخ حديد في ريف عفرين الغربي.
herdemnews