قامت الحكومة التركية بنقل عشرات الأسر العربية والتركمانية من مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا إلى إقليم ناغورني كاراباخ، لتوطينهم في المناطق التي انسحبت منها القوات الأرمينية، من أجل إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة.
وسيطرت أذربيجان المدعومة من تركيا على أراض من أرمينيا، خلال حرب دامت لأسابيع وانتهت باتفاق الأسبوع الماضي يفضي إلى انسحاب القوات الأرمينية من إقليم ناغورني كاراباخ.
وقال ممثل الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، شفان الخابوري، إن لديه معلومات مؤكدة بشأن قيام حكومة العدالة والتنمية التركية بنقل أسر سورية إلى إقليم ناغورني كاراباخ.
وأوضح الخابوري أن ذلك يتم لإحداث تغيير ديموغرافي في كاراباخ، الذي تسكنه أعداد كبيرة من الأكراد، موضحا أن الأكراد يطلقون علي الإقليم اسم “كردستان الحمراء”.
وأضاف أنه وإدارته يتواصلون بالأكراد بشكل مستمر، وأنهم تأكدوا من وصول بعض الأسر السورية إلى هناك بواسطة تركيا.
وأشار الخابوري، إلى أن التغيير الديموغرافي ليس نهجا جديدا على الحكومة التركية، إذ أنه سبق وطبقته في شمال شرق سوريا، بمدينة عفرين والتي لا يوجد بها الآن سوى أقل من 7 بالمئة فقط من سكانها الأصليين، وهم يريدون تكرار التجربة في كاراباخ.
وأشار إلى أن “جمهورية كردستان الحمراء” كانت جمهورية ذاتية الحكم تابعة لحكومة أذربيجان، تأسست في بداية عهد لينين في 7 يوليو من عام 1923 وانتهت بشكل تراجيدي في الثامن من أبريل عام 1929، وكانت عاصمتها لاتشين، وتضم مدن كلباغار وقوبادلي والتي تقع اليوم داخل منطقة ناغورني كاراباخ المحتلة من قبل الجيش التركي ومرتزقته بشكل فعلي”.
في السياق، تقول الباحثة في شؤون الجماعات الإرهابية، لامار أركندي، إن الحكومة التركية تعمل حاليا على نقل أسر سورية من مدن شمال شرق سوريا خاصة عفرين، إلى إقليم ناغورني كاراباخ، بعد انسحاب القوات الأرمينية منه وتسليم أجزاء إلى أذربيجان، بغية إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة بعد إعطائهم وعودا بالحصول على الجنسية الآذرية.
وأضافت أركندي، أن تركيا بعد احتلال منطقة آرتسـاخ، التي تدعم انفصالها عن أرمينيا ستدخل في الخطوة الثانية وهي إرسال الجنود الأتراك إلى هناك لاحتلالها بشكل مباشر، وقد ٲقر البرلمان التركي، الثلاثاء، إرسال الجنود الأتراك إلى هناك.
وأشارت أركندي إلى أن الخطوة الثالثة هي إرسال عوائل التركمان من بلدة الراعي وإعزاز والمناطق الحدودية مع تركيا، وتوطينهم هناك لٳحداث تغيير ديمغرافي كما يحصل في عفرين حاليا، وليكون هذا التوطين حجة لتركيا ٲردوغان في التدخل العسكري متى تشاء.
وتابعت: أنه بالفعل بدأت العوائل التركمانية وبعض العوائل العربية من ذوي المرتزقة السوريين شمال بالوصول ٳلى آرتساخ، مع وصول الطلائع الأولى للمرتزقة السورين قبل شهر من الآن.
يشار إلى أن هناك عداء تاريخي بين تركيا وأرمينيا، على خلفية مذابح الأرمن التي قتل فيها 1.5 مليون أرميني أثناء الحرب العالمية الأولى بين عامي 1915 و1916.
ودعمت تركيا، أذربيجان في مواجهة أرمينيا خلال الحرب في الاقليم المتطرب عسكريا وسياسيا وإعلاميا من خلال مدها بشحنات من الأسلحة والخبراء العسكريين، وطائرات مسيرة من طراز بيرقدار وإرسال مرتزقة سوريين للقتال هناك.
وكالات