الرئيسية / أخر الاخبار / للتغطية على الازمات الداخلية… تركيا ترسل مرتزقة سوريين لحرب أرمينيا وأذربيجان

للتغطية على الازمات الداخلية… تركيا ترسل مرتزقة سوريين لحرب أرمينيا وأذربيجان

تتولى تركيا تجنيد المئات من المرتزقة السوريين ضد أرمينيا في منطقة قرة باغ التي ترفض غالبيتها سلطة أذربيجان، في خطوة توحي بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بات يورّط بلاده في بؤر توتر مختلفة للتغطية على الأزمات الداخلية المتراكمة.

وقد نُشرت أخبار نقل المرتزقة السوريين إلى قرة باغ على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي وتداولها اللاجئون والمعارضون السوريون وغيرهم ممن يراقبون التطورات في المنطقة ككل.

فقد صعّدت تركيا من خطابها ضد أرمينيا في الأيام الأخيرة، واتهمتها بأنها “تلعب بالنار” وأنها قد جندت “إرهابيين”. ويبدو الخطاب الجديد وسيلة أنقرة لتبرير أزمة جديدة والتدخل في القوقاز، مما قد يؤدي إلى تجنيد سوريين كما رأينا في حربها الأخيرة في ليبيا.

وفي أواخر يوليو، تعهد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بـ”الانتقام” للجنود الأذريين الذين قتلوا في اشتباكات مع أرمينيا.

ولسنوات، حرصت تركيا على تجنيد المتمردين السوريين كوسيلة لتحويل الوضع في سوريا لخدمة سياستها الخارجية. في البداية، انشأت مجموعات مثل فيلق الشام ثم الجيش السوري الحر والجيش الوطني السوري ودعّمتها. وجمعت الآلاف من السوريين الفقراء للقتال في جرابلس (في محافظة حلب) في 2016. ثم أرسلت الآلاف الآخرين للقتال ضد الأكراد السوريين في عفرين كوسيلة لتقسيم شمال سوريا واحتلاله.

ثم جنّدت تركيا السوريين وأرسلتهم للقتال في ليبيا أين وقّع حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة صفقة مع حكومة طرابلس المحاصرة حول الطاقة والقواعد العسكرية. والآن، يبدو أن أردوغان، الذي يخلق أزمة دولية جديدة كل شهر، يستهدف أرمينيا.

وقدّم مصدر سوري صورا ومقاطع فيديو لحافلات يُزعم أنها تحمل مرتزقة سوريين جندتهم تركيا لإرسالهم باتجاه أرمينيا يوم الأربعاء الـ23 من سبتمبر. وتشمل تأكيدات بأن هؤلاء السوريين الذين جندتهم أنقرة هم على صلة بمن ارتكبوا جرائم في عفرين وتل أبيض.

وقال المصدر إن هناك مجموعة من السيارات والحافلات على متنها 200 فرد من المرتزقة مرتبطة بجماعة السلطان مراد الموالية لتركيا. وشمل تسجيل نُشر على الإنترنت مجندين سوريين يزعمون أنهم أرسلوا إلى قاعدة بالقرب من الحدود مع أرمينيا.

ويقول التقرير إن الرجال الذين انضموا سيتقاضون 500 دولار شهريا. وبالطبع، يتقاضى الضباط مبالغ أكبر. ويشبه هذا الأمر، تلك الترتيبات المتخذة مع الآلاف من السوريين الذين يعانون من الفقر إذ جندتهم تركيا وأرسلتهم إلى ليبيا بشكل غير قانوني.

ويقول مراقبون إن هذا التدخلات التركية جزء من خطاب أنقرة الهادف إلى تحويل الصراع إلى قضية دينية، والساعي لاستعادة النفوذ الذي كانت تمتلكه الإمبراطورية العثمانية، وهي إمبراطورية قومية تركية نجحت في التمدد تحت شعارات دينية.

وبات أغلب السوريين مقتنعين أن الغزو والتطهير العرقي في عفرين دليل على أن أنقرة تشكل تهديدا كبيرا مثل الأسد، والأمر نفسه في ليبيا، حيث باتت اللعبة التركية مكشوفة خاصة بعد أن أعلن رئيس حكومة الوفاق فائز السراج عن استقالته وانزعاج أنقرة من هذا الخطوة، ما كشف لأغلب الليبيين أن ما يهم تركيا هو الاتفاقيات التي عقدتها وليس الأشخاص أو مسار الحل السياسي.

شاهد أيضاً

الإيزيديون والأربعاء.. عيد بدء الحياة والخليقة

يعدّ الإيزيديون الأربعاء، يوم بدء الخليقة والحياة على الأرض، حيث يلونون فيه البيض بعد سلقه، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.