في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بفيروس كورونا، ينخرط النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان في طموحاته القومية والإسلامية، والقضاء على أكبر شريحة من السكان الكرد. هكذا وصف تقرير موقع «أوبن ديمقراسي» البريطاني السياسة التركية.
وأبرز التقرير سياسة الرئيس التركي أردوغان في القضاء على من يعتقد أنها قوى مناهضة لأنقرة من أجل بناء الهوية القومية التركية، مشيرًا إلى تلك العمليات العسكرية التي تشنها القوات التركية ضد الكرد في شمال العراق، تحت مسمى «مخلب النمر» و«مخلب النسر» منذ يونيو 2020، في أعقاب عمليات «نبع السلام» في أكتوبر 2019 وعملية «غصن الزيتون» شمال سوريا في يناير 2018، بالإضافة إلى حملة متواصلة ضد الكرد في تركيا، قتل خلالها الجيش التركي مئات المدنيين وشرد مئات الآلاف، سواء في عفرين شمال سوريا، أو كوباني، وآخر الهجمات كانت تستهدف الكرد في مناطق شمال العراق والتي قتل فيها أيضا مدنيون من الإيزيدين سكان منطقة سنجار.
وأشار التقرير إلى أن تلك العمليات العسكرية التركية هي جزء من سياسة الإبادة ضد الكرد، وتشمل تطهير السياسيين والصحفيين والناشطين الأكراد في تركيا، وتتوافق مع ما يراه نظام أردوغان، الذي يتألف من تحالف إسلامي متطرف، يعمل على الحفاظ على تراث الأصول التركية بالقضاء على ما يُنظر إليه على أنه قوى «خائنة» للهوية التركية.
ونوه التقرير بأن السجناء من أصول كردية هم الأكثر عددًا بين المعتقلين السياسيين في تركيا، كذلك سجنت أنقرة كل صحفي أو سياسي في البلاد أبدى تعاطفه مع الأكراد. وأطاح أردوغان برؤساء بلديات أكراد في الأقاليم الجنوبية.
وذكر التقرير أن تركيا تستغل حالة عدم الاستقرار في الدول المجاورة لتحقيق أهدافها، بمهاجمة كل ما هو كردي في شمال العراق وسوريا، ناهيك عن دعمها للعديد من الميليشيات التي تقوم بعمليات ترهيب وتشريد وقتل واغتصاب في عدد من القرى، خاصة في الشمال السوري.
وخلال الحرب العالمية الأولى، قضت القوات التركية بشكل منهجي على الأرمن وغيرهم من المجتمعات المسيحية، مثل اليونانيين والآشوريين. وتعرض هؤلاء السكان لفظائع الإبادة الجماعية لأنهم لم يتناسبوا مع الرؤية الدينية والقومية للأتراك.
وبينما تشكك الدولة التركية في الحدود المفروضة في عشرينيات القرن العشرين، فإنها تنتهك سيادة الدول الأخرى بشكل متكرر، مستفيدة من الصراع الداخلي وضعف الحكم، حيث غزت تركيا كلا من سوريا وليبيا والعراق. وتجاهلت قرارات الأمم المتحدة، و جند النظام التركي مرتزقة عربًا وتركمان، و استخدمهم في ليبيا وسوريا، وتحت راية “الجيش الوطني الحر” المدعوم من تركيا، قامت هذه الجماعات بترويع السكان الأصليين وتهجيرهم وقتلهم في هذه المناطق.