مركز الاخبار
لم يتوقف الاحتلال التركي ومرتزقته، خلال عدوانها على شمال وشرق سوريا، بسعيها عن هدفها المتمثل في تغيير ديموغرافية المنطقة، ولعل القصص الآتية من تل أبيض/ كري سبي، ورأس العين/ سري كاني تتشابه إلى حد كبير مع ما جرى في عفرين من نهب أموال المدنيين وتخريبها لضمان منع عودتهم، وكذلك الاستيلاء على بعضها الآخر.
وباشر الاحتلال التركي في تنفيذ مخططاته بتغيير البنية السكانية منذ احتلاله لمقاطعتي تل أبيض/ كري سبي، ورأس العين/ سري كاني، ومن ثم نقل آلاف أسر المرتزقة الموالين له لتوطينهم في منازل السكان الأصليين وتواصل الاحتلال التركي بتنفيذ عملية التغيير الديمغرافي وفي الآونة الاخيرة نقلت تركيا من مدينة كركوك العراقية عشرات العائلات التركمانية الى مقاطعتي تل أبيض/ كري سبي، ورأس العين/سري كاني.
حيث كشفت عدة مصادر أنّ الاحتلال التركي بدأ بالترويج للعائلات التركمانية في مدينة كركوك العراقية عن طريق عملاء للميت التركي في المدينة، لنقل تلك العوائل الى مقاطعتي تل أبيض ورأس العين بالمقابل منحهم الجنسية التركية وتأمين مأوى لهم وتخصيص رواتب شهرية لعوائلهم وتأمين وظائف لأولادهم.
وأشارت المصادر أنّ خلال الشهرين الماضيين دخل الى مقاطعتي تل أبيض/ كري سبي، ورأس العين/سري كاني ما يقارب الـ 250 عائلة تركمانية من مدينة كركوك كما وتمهد تركيا فتح الطُّرق خلال الفترة القادمة لاستقدام المزيد من العوائل التركمانية الى المنطقة.
حيث قامت بالفعل بفتح معابر أقجه قلعة لتسريع وتسهيل دخولهم وتأتي هذه الخطوات ضمن مساعي حثيثة تبذلها تركيا لفرض واقع جديد في المناطق التي تسيطر عليها في شمال سوريا وهو التغيير الديمغرافي.
وفي الـ 9 أكتوبر عام 2019، شهدت المنطقة الواقعة شرق الفرات (شمال شرق سوريا)، إلى حد كبير، تبدلات جذرية وعميقة وتغييرات عسكرية أفضت لحدوث تغييرات ديمغرافية كبرى، خلقت فوضى وفلتان أمني بعدما كانت المنطقة تعتبر الأكثر أمناً و استقرارا على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، وفور سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته على المدينتين، عمدت وعلى مراحل إلى نقل آلاف أسر المرتزقة الموالية لها من العرب والتركمان إلى منازل المدنيين الأكراد والعرب والأرمن وغيرهم في مسعى لملء الفراغ الذي أحدثه هجومها وتسبب في نزوح سكانها وتهجيرهم، ضمن خطة المنطقة الآمنة المزعومة.
ويهدف الاحتلال التركي من هذه الأجراءات لضرب المكونات الاجتماعية والتلاعب بالهندسة الاجتماعية، دون الاكتراث بالتبعات الكارثية، والانتباه إلى مدى تعقيد النسيج الاجتماعي في المنطقة الذي تكون على مدى عقود طويلة، حيث تتعدد الأعراق والديانات فيها نتيجة لعدة عوامل وأحداث مرّت عليها وساهمت في أن تكون بالشكل الذي عليه اليوم، ولطالما كانت المنطقة ملاذاً آمناً لكل شخص يسعى لتأسيس عائلة أو عمل أو مكان للعبادة. كما ستتأثر المنطقة على عدد من المدن ذات طابع متنوع وتركيبة سكانية متنوعة متفاهمة حيث يسكنها آشور وأرمن وعرب وكرد ، تعكس حياة سكانها وتآلفهم تنوع وحيوية المنطقة.
herdem-news