الرئيسية / أخر الاخبار / الدولة التركية والغاية المنشودة للقضاء على ولادة النظام الديمقراطي الجديد في شرق الاوسط

الدولة التركية والغاية المنشودة للقضاء على ولادة النظام الديمقراطي الجديد في شرق الاوسط

مركز الاخبار

ومن خلال الأزمة السورية ولنتيجة التطورات المتسارعة، برزت عدة تشكيلات عسكرية وقوى سياسية على الساحة السورية نتيجة غياب السيطرة من قبل الدولة والانفلات الامني المتسارع في جميع المناطق السورية التي هي بعيدة عن العاصمة دمشق.

عمدت الدول المهيمنة بطرق استخباراتية وغير مباشرة بتشكيل قوى عسكرية تدعمها عسكريا، اقتصادياً ولوجستياً للانخراط في الفوضى التي أُحدثت على الساحة السورية.

ومن خلال الفراغ الأمني  وبروز عدة تشكيلات اسلامية و راديكالية متعصبة، منها “داعش والقاعدة” بدعم من عدة دول المتبنية لنهج “الإخوان المسلمين” وبشكل خاص “تركيا، قطر”.

ولعدم وجود اي رادع امامهم، برزت تشكيلات محلية على الحدود السورية التركية، تحت مسمى وحدات حماية الشعب مستمدة قوتها من إرادة شعبها، لمجابهة الخطر المحدق من قبل أنصار الجنجويد التركي المتعطش للدم.

وفي فترات المتلاحقة تطورت بنية قوات حماية الشعب وأصبح تمثل كافة ابناء مكونات المنطقة، واخذ طابعاً مغايراً حيث لم يتوقف عند مناطق الحدودية فقط وتوسع أكثر نحو الداخل السوري وظل يجابه الجماعات المتطرفة تحت اسم قوات سوريا الديمقراطية “قسد”. ومن ثم تشكل نظام سياسي عصري وديمقراطي مؤلف من عدة احزاب كردية وعربية ومكونات المنطقة الاخرى بشكل متسارع وفي فترات وجيزة حيث تلقى صداها في معظم دول العربية والاوروبية.

حيث تعمدت الدولة التركية إلى إفشال هذا المشروع، بعد معرفتهم بان الكورد هم النواة الاساسيون لهذا المشروع وبحجة ان تركيا تعتبر من الدول الجارة لسورية ووجود هذا المشروع بجواره يعتبر خطراً على المستقبل السياسي لرئيس الحالي لتركيا ولأمنه القومي ايضاً، خوفا من تمدد المشروع الديمقراطي إلى تركيا حيث هناك اكثر من ٣٠ مليوناً كردياً يعيشون على اراض كردية تحت حكم السلطات التركية في جانب التركي الحالي.

ولمعرفة الأتراك بالواقع الكوردي جيداً وبحكم تاريخ، لجأ الاتراك من جديد إلى خططهم السابقة ايام فترات العثمانية والتي تشرف عليها الدولة العميقة الحالية اي “ضرب الكورد بالكورد”.

وبطرق استخباراتية وبجهود حثيثة أنشأت الدولة التركية “مجلساً كوردياً مشكل من عدة احزاب مدعومة من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني العراقي بزعامة بارزاني” تحت مسمى مجلس الوطني الكوردي السوري وذلك لمجابهة الكورد الآخرين الذين شكلوا قيادة عسكرية وسياسية تحت اسم المشروع الديمقراطي “اخوة الشعوب”، في الطرف السوري.

ومنذ تشكيل المجلس الكوردي الموالي للدولة التركية، ومن تطورات و الاحداث التي شوهد على الساحة السورية و بالأخص في المناطق الكوردية من هجمات داعش و القاعدة لتلك المناطق و آخرها احتلال ثلاث مناطق كوردية من قبل تركية و تهجير اكثر من مليون كوردي من مناطقهم ولم يتحرك المجلس ساكناً، علماً كانت دائماً شعارتها البراقة يلوح في الأفق تارة تنادي بالقومية الكوردية و أخرى تنادي بالتعاون مع الأتراك العدو اللدود للكورد ومن المواقف المتناقضة التي برزت للمجلس الكوردي اهمها :

– نحن غير معنيين بتشكيل الإدارة الذاتية و عسكّرة شعبنا الكردي المسالم ..و قوات حماية الشعب لايمثلنا  (لدينا قوات عسكرية  وهي جزء من الجيش الوطني و الثورة السورية ).

– نحن غير معنيين بتحرير الرقة ودير الزور ..إنها مؤامرة لزرع فتيل النزاعات العرقية بيننا وبين العرب  ( أنهم لا يمثلون الكرد و يمثلون مصالح العرب و لماذا لم يطردوا الغمر من أراضينا ).

– نحن غير معنيين بالأسايش و  مؤسسات الإدارة الذاتية فأغلبيتها من العرب ولا تمثل الكورد ( نريد المشاركة مناصفة في الإدارة الذاتية) .

– نحن غير معنيين بشعارات إخوة الشعوب والأمة الديمقراطية فهي تطمس هويتنا القومية لصالح العرب

( ب ي د  يعمل على احداث شرخ بين العرب والكرد) .

– نحن غير معنيين بإدخال المنهاج الكوردي للمدارس فمستقبل أولادنا بمنهاج الدولة ( أنهم يساعدون في تهجير الكورد وتعريب المنطقة ).

– نحن غير معنيين بإعلان الفيدرالية ..فهي من طرف واحد و تهدد الوحدة الوطنية و هو مشروع تقسيمي

( انه حزب غير كوردي يعمل لأجل طمس الهوية الكوردية) .

– روسيا دولة محتلة ونحن غير معنيين بالإتفاقات معها ( وفدنا يقوم بزيارة لموسكو ،لان روسيا هي صاحبة الحل والربط في دمشق ).

– أمريكا لها مصالح وتستخدم قسد كمرتزقة وسوف تتخلى عنهم ( امريكا حليفتنا و نعمل معها  لأجل حماية الكرد ).

– نحن غير معنيين  بتحرير تل ابيض (كري سبي)  ومنبج و هي مؤامرة ضد الوجود العربي  وهي ليست كوردستانية

( أنهم يبيعون المدن الكردستانية لقاء صفقات مشبوهة )

– الوجود التركي والجيش الوطني في عفرين و تل ابيض (كري سبي) ورأس العين  (سري كانيي) أصبح أمر واقع يجب التعامل معه دون رفع شعارات كبيرة

( نحن لا نعترف بسلطة الأمر الواقع في ما تسمى بالإدارة الذاتية فهي سلطة غير شرعية )

– فتحوا ابواب المدن الكوردية للعرب لأجل إحداث تغيير ديمغرافي تحت شعار الأمة الديمقراطية ( من حق النازحين من إدلب ايجاد مأوى لهم في المنطقة الآمنة التي أنشأتها تركيا في شمال سوريا ).

واخيراً تلعب الدولة التركية على عدة اوراق لتخلص من الفوبية الكوردية، إلا ان الشعوب المنطقة من جميع مكوناتها كرداً,عرباً, اشور سرياناً  اصبحوا واعيون اكثر فيما مضى وحددوا مصيرهم بيدهم  للاستمرارية فيها نحو بناء مجتمع ديمقراطي متكافئ وإنشاء نظام عصري حر في المنطقة برمتها.

herdem-news

شاهد أيضاً

قوات الدفاع الشعبي تكشف عن هجوم جوي وبري تركي على مناطق الدفاع مديا

كشفت قوات الدفاع الشعبي، تفاصيل هجوم بري وجوي يشنه جيش الاحتلال التركي على مناطق الدفاع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.